العاشق الحزين عضو نشيط
عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 02/03/2008
| موضوع: معاملة الجار الأحد مايو 04, 2008 7:50 pm | |
| جارك/تطبيقات عملية بقلـم داليـا رشـوان حملة التغيير: أخلاق × أخلاق كم من المرات تخرج لتأخذ الغسيل الذي نشرته فتجده إما غارق في المياه لأن جيرانك فوقك لا يرتاحون إلا بنشر غسيلهم بمياهه دون عصر تماما، أو أن تجده وقد أصبح مصدا للأتربة والأوساخ لأن نفس الجيران يحبون أن ينظفوا بيوتهم ويلقون بالقاذورات من شرفة منزلهم، أو إذا كنت سعيد الحظ فإنك تجد بقعا ملونة تزين غسيلك لأنهم قرروا أن يعيدوا طلاء شرفتهم، أو أنهم قد نشروا غسيلا تتساقط منه الألوان في كل مكان، أو تكون أكثر حظا لو وجدت غسيلك به حرق من أعقاب السجائر وذلك كله لأن أحدهم لا يعبأ أن ينظر تحته وهو يرمي أي شئ، ويشعر أن حدود شرفته هي الحدود التي تعنيه أما ما وراء ذلك فهو لاشئ وكأنه غير موجود أصلا. الحقيقة أن هذا الفكر هو قمة المأساة، كثير ممن حولي يتعجبون حين أدعوهم للإحسان في أعمالهم، على أساس أنهم يفعلون كل العبادات وليس هناك تغييرا يحدث في حياتهم من جنة الإيمان التي وعدها الله لمن يستجيب له، وحين تراقبهم تجد أن معظم أعمالهم هي شبيهة بما ذكرته بأعلى من لامبالاة بالآخرين وإيثار المصلحة الشخصية عن أي شئ آخر. أخي .. أختي هذا هو الإيمان وهذه هي أبواب رحمة الله الإكتراث بالآخرين والسعي لما ينفعهم سواء عرفتهم أو لم تعرفهم لقد وصف الله الذين آمنوا بأنهم يسارعون في الخيرات، أي أنهم أينما وجدوا طريقا إلى الخير سارعوا إليه غير عابئين بشخص من يفعلونه له وإنما بأن هذا الفعل لله وهم يحبون كل ما يقربهم إليه سبحانه. صلي كما شئت، فأنك إن صليت وظلمت فقد حقك عليك وعد الله للظالمين صلي كما شئت، فإنك إن صليت وأفسدت فقد حق عليك وعد الله للمفسدين ألم ترى أن الله وعد المنافقين بالدرك الأسفل من النار من هو المنافق؟ المنافق شخص لا يظهر منه إلا كل تقوى وورع ويعمل الفرائض أمامك بل وقد يتشدد فيها لمجرد التمتع بمزايا صيت المؤمنين، المنافق لا يكون منافقا إلا إذا خدعك بإيمانه، الفارق الوحيد بينه وبين المؤمن الحق أن المنافق ليس بينه وبين الله أي شئ، فبمجرد أن تخفى عنه الأعين التي تعنيه تجده لا يقف بينه وبين أذى الناس أي شئ. وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) - البقرة لذا فإن مقاييسك للإيمان لا تقف عند حدودك وحدود بيتك ولكنها تخرج إلا نطاق اللا حدود ليكون العالم بأسره هو حدود إهتمامك وحسن عملك. وهذه نصائح بسيطة للتذكرة تجعل من شئونك اليومية بابا كبيرا ومصدرا هاما لرضا الله، خاصة إن فعلته وقلبك يملؤه ترقب وخشية لما يراه الله منك في سرك قبل خارجها. *** لا تنظف السجاد من شرفة المنزل أو على سلم العمارة أو ترمي قاذورات منزلك منهما فهذه الأماكن ليست صندوقا للقمامة ولكنها جزء أيضا من منزلك يشترك فيها جميع السكان كذلك جميع المناطق المحيطة ببيتك ومن مصلحتك أن تجد البيئة من حولك نظيفة. ولاحظ أن هناك سكان يسكنون أسفل منك وقد يتعرض غسيلهم أو شرفتهم أو زجاج بيتهم للإتساخ بسبب ما ترميه من شرفتك. قد تقول:"وأنا مالي" لكن من يفعل شيئا يجازيه الله بمثل ما فعل، وذلك فلن تمر أيام إلا وتجد الله قد سلط عليك شخصا ما ليؤذيك بمثل ما آذيت به الآخرين، وسيكون جزاؤك غضب من الله، لذا فإن مراعاتك لجيرانك هي مصلحتك في المقام الأول. أما السجاد فيمكنك تنظيفه على الأرض أولا قبل وضعه في الشرفه ليتعرض للشمس، وأما بقية القاذورات فاحرص على وجود سلة قمامة لها شكل جميل تضعها في أماكن متفرقة في البيت ثم تجمعها في كيس واحد كل فترة.
إذا قابلت جارك فأقل حقوقه عليك أن تسلم عليه بإبتسامة ولا تقابله كأنك تقابل عدوا لك، فهذه الإبتسامة لها أجر كبير عند الله وهي تبني أيضا جسور الود بينك وبين الناس. إذا استعرت من جارك شيئا فيجب أن ترده بمجرد إنتهائك من غرض الإستعارة والإلتزام بالموعد الذي وعدته به – من آيات المنافق أنه إذا وعد أخلف – حتى ولو كنت قد استعرت شيئا بسيطا، وإذا كان ما أخذته لا يرد مثل المواد الغذائية مثلا فيمكن ردها بهدية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تهادوا تحابوا"، أما إذا استعرت شيئا من الملابس – كثيرا ما يحدث بين النساء – فيجب أن يرد الشخص ما استعاره نظيفا. يجب أن يراعي الجيران مسألة الإزعاج والأصوات المرتفعة من جهاز التليفزيون أو الكاسيت أو ما شابه على سبيل المثال حين نجد أحد الجيران وقد أراد فجأة أن يحفر في الحائط بـ"شينيور" في نصف الليل أو في الفجر والناس نيام. هل تود أن تضع رأسك على وسادتك في بيتك لتنام بعد يوم طويل فتجد من يدق في أذنك ليفزعك من نومك؟ إذا كنت لا تحب أن يحدث لك ذلك فلا تفعله أنت مع من حولك. وهذا يدفعنا إلى مسألة أخرى وهي الأعمال الإصلاحية في المنزل من تغيير نوع الأرضيات أو الطلاء وما إلى ذلك وما يتبع ذلك من إقلاق لراحة عدد غير قليل من الجيران بطرق عديدة لمدد طويلة. إنها حالة تقابل الجميع، سواء كان هو الذي يقوم بالإصلاحات أو الآخرون وفي كلا الحالات فالقيام بإصلاحات في حد ذاته ليس حجة لإزعاج الآخرين. وإذا بدأنا بالإزعاج فهو لابد منه لكن من الممكن حسن إختيار الوقت وسرعة الإنجاز حتى لا تطول فترة إزعاج خلع البلاط وتكسير الحائط التي لا يتحملها أي جهاز عصبي طبيعي، خاصة حين يكون الجهاز العصبي لشخص آخر غير القائم به لأن من قام به لديه مبرر للتحمل لكن الآخرون ليس لديهم أي سبب يدعوهم لذلك. بعد التكسير يجب أن لا تترك الردم الناتج هكذا في شارعك فإنك أول المنتفعين به وإن لم يكن شكل شارعك ونظافته تهمك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان] - رواه البخاري. وفي حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : [كل سلامى من الناس عليه صدقة... ثم قال: وتميط الأذى عن الطريق صدقة] رواه البخاري ومسلم وقال: [بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفرله... الحديث] رواه البخاري ومسلم وعند أبي داود: قال رسول الله : [نزع رجلاً لم يعمل خيراً قط غصن شوك عن الطريق، إما كان في شجرة فقطعه وألقاه، وإما كان موضوعاً فأماطه، فشكر الله له بها فأدخله الجنة]. سرعة رفعك للردم وتنظيف السلم مما وقع عليه منه شئ تؤجر عليه إن فعلته وتحاسب عليه إن تركته ولو بضياع البركة من بيتك الذي أصلحته وأفسدت ما هو خارجه. قد تضطر وسط هذه الإصلاحات أن تغلق محبس المياه، لذا فعليك باستئذان السكان حتى لا يتضرر أحد في بيته. | |
|