عندما اشاهد مباريات الدوري الانجليزي والاسباني وارى اللاعبين الافارقة يصولون ويجولون ويحققون الانجازات الكبيرة اشعر بالاسى لما وصل اليه حال اللاعب المصري بالخارج . فالقليل منهم استطاع اثبات نفسه وفرض اسمه على التشكيل الاساسي لفرقهم وحتى منن بدأ منهم بداية مبشرة .
اخذ في التراجع ولم يستطع الحفاظ على مستواه واستثني من ذلك أحمد حسن اللاعب الذي اثبت أن المصريين يستطيعون تقديم الكثير من خلال تجربة الاحتراف . ويسير على خطاه حاليا حسام غالي الذي اتوقع ان يصبح افضل لاعبي الوسط في اوروبا خلال السنوات القادمة لانه يملك بجانب القدرة الفنية والبدنية الفائقة الرغبة الدفينة في النجاح.ولكن رغم اذدياد الطلب على اللاعبين المصريين بالخارج وزيادة عدد المحترفين منهم الا اننا حتى هذه اللحظة مازلنا نشعر بالفارق الرهيب بين محترفينا ومحترفي الدول الافريقية الاخرى مثل الكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا والمغرب . والسؤال هنا ما السبب الذي يجعل معظم لاعبينا يعودون بخفي حنين من تجربة الاحتراف ولدي عدة اسباب ارجو ان تشاركوني الرأي بهأ وهي:
1- أن اللاعب المصري يتعامل مع فكرة الاحتراف كتجربة للبحث عن الرزق وتحسين المستوى المادي قبل ان تكون فرصة لاكتساب الخبرة وبناء اسم كبير على المستوى الدولي والتعامل مع الاحتراف كوسيلة للبحث عن الرق وكسب المال يجعل طموح اللاعب المصري محدود بالفلوس التي سيجمعها من احترافه وليس بقد الانجازات التي سيحققها وادل تجربة على ذلك هي تجربة مدحت عبدالهادي واحمد صلاح حسني وحسام حسن وابراهيم حسن وحازم امام وعبدالستار صبري وكثير غيرهم خاضوا تجربة احتراف قصيرة جدا وفاشلة (للاسف) لانهم لم بتعاملوا مع التجربة كفرصة لاثبات الوجود وليس لزيادة الرصيد بالبنوك.
2- أن اللاعب المصري يفتقد لحياة الاحتراف في بلاده وما لها من ضوابط صارمة تحرم السهر لساعات متأخرة والتدريب لساعات طوال والدخول في معسكرات سبه مختلفة واختلاف مناخ الاحتراف الفاشل في بلادنا عنه في اوروبا كان في رايي سبب رئيسي في فشل اللاعبين المصريين وعدم قدرتهم علىالتأقلم مع مناخ الاحتراف الاوروبي . وهو ما يحتم علينا اعادة النظر في مناخ الاحتراف داخل مصر وقد بدأت اندية مصرية كالاهلي والاسماعيلي في ايفاد مدربيها الى الدول الاوروبية لحضور معسكرات الاعداد للاندية الكبيرة واعتقد ان هذا افضل اسلوب لنقل هذا النظام الى داخل مصر حتى لا يجد اللاعب المصري صعوبة في التأقلم مع تلك الحياة.
3- افتقاد اللاعب المصري للثقافة الكروية وهي ابسط ما تتطلبه حياة الاحتراف واقصد بالثقافة الكروية هي ثقافة التعامل مع الفوز والهزيمة والضغوط المختلفة التي يتعامل معها اللاعبون واعني بذلك أن اللاعب المصري ينهار عند تعرضه للخسارة سواء على مستوى مباراة واحدة او على مستوى بطولة باكملها وبمجرد اصابة مرماه بهدف يصاب بالارتباك ويتراجع مستواه والعكس صحيح عندما يحرز هدفا يأخذ في التراجع للمحافظة عليه ويتقوقع امام مرماه وهي فكرة يرفضها الاحتراف الاوروبي الذي يتعامل مع المباراة باسلوب السعي وراء الفوز وتعزيز الفوز اي عندما احرز هدفا يجب أن اركز على تسجيل هدف اخر لتسهيل مهمتي .
4- عائق اللغة وهو مهم جدا ليستطيع اللاعب التكيف مع الحياة الغربية بسرعة واعتقد أن افضل الحلول لهذه المشكلة هي تنظيم دورات باللغات الاوروبية المختلفة للاعبين الصغار بالاندية ليكتسبوا اللغة من البداية وارسال اللاعبين الناشئين الى الدول الاوروبية لحضور معسكرات باندية اوروبية كبيرة من خللا اتفاقيات مع هذه الاندية التي سترحب بكل تأكيد ومن خلالها يمكن ان عرض عليهم اللاعبين المتميزين للاحتراف.
5- صعوبة انتقال اللاعب المصري لاوروبا دون اتمام دراسته فاللاعبين الكبار امثال ايتو ودروجبا تركوا بلادهم بسن صغيرة وهاجروا الى اوروباتاركين وراءهم كل شئ وهو امر ن الصعب ان تقنع بهأي اب مصري لانه رى ان اكمال الدراسة مهم جدا ويبرز هنا دور الاندية الكبرى التي يمكنها أن تتكفل بسفر ناشئيها والحاقهم بمدارس عربية في تلك الدول حتى يسهل عليهم خوض الاحتراف المبكر وهو بالطبع اكثر فائدة فاللاعب الذي يبدا تجربة الاحتراف مبكرا اقدر على النجاح من غيره.
6- واخيرا وليس اخرا أن اللاعب المصري يحتاج الى تنمية على المستوى البدني حتي يستطيع التاقلم مع تجربة الاحتراف القاسية التي تتطلب لعب مباراة كل ثلاثة ايام وهو ما يتطلب لاعب قلائق بدنيا والبناء البدني يتطلب رعايةوتغذية منذ نعومة الاظافر وهو ما تستطيع مدارس الكرة بالاندية القيام به في حال تم تجهيزها بالامكانيات اللازمة لذلك.
واخيرا يسودني احساس اننا سنرى قريبا بالملاعب الاوروبية اسماء مصرية واعدة ستفرض نفسها بالموهبة التي تتوافر في كثير من اللاعبين المصريين ولكنها تحتاج الى من يصقلها ويعطيها لافرص وابرز مثال على ذلك ابوتريكة الذي ظل لفترة طويلة مجهولا لان العين الخبيرة كانت نائمة وتركوه يضيع بداياته الكروية في مجاهل الشواكيش دون أن يأخذ الفرصة حتى فطن النادي الاهلي لموهبته بعد سنوات واعطوه الفرصة للعب كرة قدم حقيقية