جمال البنا": تبادل القبلات بين الشباب والبنات ضعف بشري مباح!
وعلماء الأزهر يردون: أنت "تلعب بالنار".. وتدعو إلى "الفسق والفجور"!
بعدما أثار رأيه السابق بخصوص عدم إفطار الذي يشرب السجائر في نهار رمضان ضجّة كبيرة، عاد المفكر "جمال البنا"؛ ليثير ضجة أكبر عندما أصدر -منذ عدة أيام- فتوي تبيح تبادل القبلات بين الشباب والفتيات؛ مؤكداً عدم وجود ذنب عليهم لو فعلوا ذلك..
وفي تصريح خاص لـ (بص وطل) أصر "البنا" على فتواه مؤكداً جواز القبلات والأحضان واللمسات بين الشباب والفتيات غير المتزوجين لاًفتا إلى أنها تندرج تحت مسمى (الضعف البشري)؛ لأن طبيعة الاختلاط بين الشباب والفتيات في الجامعة والعمل قد تدفعهم إلى ارتكاب معصية كبرى، وهي الزنا مشيراً إلى أن القبلة والضمة واللمسة تخفف من حدة الشهوة الجنسية الموجودة بينهم، وبالتالي لا يقع الزنا!
وأكد "البنا" أن ما قاله ليس بفتوى؛ لأنه لا يعتقد في وجود ما يسمى بالمفتي؛ لأن كل إنسان لا يملك أن يحرم أو يحلل موضحاً أن ما ذكره بشأن القبلات جاء نتيجة تأخّر سن الزواج؛ متهماً الآباء والأمهات بالوقوف عقبة أمام سعادة أبنائهم؛ باشتراطهم مبالغ مادية لا تناسب ظروف الشباب في مصر، كما اتهمهم "البنا" بمخالفة حديث ونصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه زوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وأكد "البنا" أن كلامه كله صحيح، ولا ذنب يذكر على الشاب أو الفتاة إذا ضم أو قبّل أو لمس أحدهم الآخر؛ ليخفف عن نفسه قوة الشهوة الجنسية، مضيفاً أن كلامه يسير وفقاً لشريعة الله الذي قال: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ}.. والمقصود بـ"اللمم" صغائر الذنوب"، وقول رسوله صلي الله عليه وسلم: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرِّجْل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه".
موضحاً أن القبلات واللمس والأحضان الأولى تدخل في إطار اللمم الذي يغفره الله تعالى بإذنه؛ حيث وصف نفسه تعالى بواسع المغفرة كما قال تعالى: "إِنّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يغْفِر الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يصِرُّوا على مَا فَعَلُوا وَهُمْ يعْلَمُونَ} بالإضافة إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها"، وأنهى "البنا" تصريحه لـ"بص وطل" مؤكداً أن ما ذكره في صالح الشباب والمجتمع، ولن يهدم أو يضر الإسلام كما يدعي البعض.
لكن هذا الرأي لم يعجب الكثير من علماء الأزهر الذين شنّوا هجوماً عنيفاً على "البنا"، منهم الشيخ "يوسف البدري" عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي بدأ حديثه، قائلاً: إن الله تعالى قال: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى}، وقال أيضا عز وجل: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} موضحاً أن كلام "جمال البنا" فيه مخالفات شرعية؛ لأن القبلة والضمة مقدمات للمعاشرة الجنسية؛ حيث قال الرسول: "لا يأتي أحدكم امرأته كما تؤتى البهائم" ففي القبلة والضمة مقدمة تمهيدية للفعل الجنسي المباشر؛ لذلك فإن القبلات مقدمات للزنا كما أن القاعدة الفقهية تقول (كل ما جر إلى حرام فهو حرام) ولا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاستمرار والإصرار، وأن الفقهاء وضعوا حوالي 600 صغيرة تدخل في إطار اللمم منها النظر إلى النساء والعبوس _التكشير _ في وجه الناس وغيرها التي تختلف في حكمها حسب الموقف، وتوعد الشيخ "يوسف البدري" كل من يقبل فتاة أو يضمها بالحكم الشرعي عن الزنا الذي ليس له تعزير بالجلد 10 جلدات أو الحبس لمدة أسبوع أو حلق شعره ليميز بخطيئته بين المجتمع أو يركب حماراً بالمقلوب ويشهر به في الشوارع!
في حين قالت الدكتورة "آمنة نصير" أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر إن إباحة القبلات والأحضان بين الشباب أمر لا يتفق مع تعاليمنا الإسلامية أو قيمنا العربية الملتزمة وستؤدي في النهاية إلى انهيار المجتمع، متساءلة كيف يبيح "البنا" لأولاد في عنفوان شبابهم وقوتهم وحرمانهم الجنسي أن يقبلوا ويحضنوا بعضهم؟! واصفة تصريحات البنا بـ"اللعب بالنار" قائلة إنه غير رشيد في كلامه؛ لأن الكلمة مسئولية وأمانة ولابد أن يتصف قائلها بالرشد والعقل، موضحة أن غفران الله لذنوب عباده لا ينبغي أن يتكلم عنه أحد من باب الأدب مع الله، فالله يغفر لمن يشاء.. وأما اللمم فهي تصدر دون قصد وعفوية ويتأذى منها الإنسان المؤمن لذلك يغفرها الله له.
في حين كان الدكتور "محمود عاشور" وكيل الأزهر سابقاً وعضو مجمع البحوث الإسلامية أقسى في الهجوم حين وصف كلام "جمال البنا" بـ"الفسق والفجور" متهماً إياه بتدمير الإسلام بفتاواه الغريبة مع أنه غير أهل للحديث عن الدين الإسلامي وإطلاق الفتاوى التي تثير الناس وتلهيهم عن أصل دينهم السمح مؤكداً أن تصريحات "البنا" تخالف الشريعة الإسلامية التي أوجدت علاجاً لمشاكل الزواج في قوله تعالى {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}.. وفي {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} إضافة إلى الحل الذي وضعه الرسول علاجًا لمشكلة الشباب حين نادي الشباب جميعًا، قال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، أي الذي يقدر على تكاليف الزواج فليتزوج "فإنه أغضّ للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وُجاء" يعني عصمة من الانحراف ومن الخروج ومن الضياع.