بسم الله الرحمن الرحيم
"الشد والجذب والتوتر".. عنوان الحالة التي سادت الجامعات المصرية يوم الأحد 23 مارس، وهو يوم الإضراب الذي أعلن عنه أساتذة الجامعات في المؤتمر الخامس لنوادي أساتذة الجامعات، مطالبين بزيادة الأجور وضمان عيشة جيدة لأعضاء هيئة التدريس.
الإضراب الذي تفاوتت نسبته من جامعة إلى أخرى، جاء على الرغم من المحاولات التي قام بها وزير التعليم العالي، ونوادي أعضاء مجالس إدارات الجامعات المختلفة، ورؤساء الجامعات والعمداء، ولاقى قبولاً كبيراً من العديد من الأساتذة..
البداية كالعادة كانت في جامعه القاهرة، حيث وصل إضراب الأساتذة في بعض الكليات إلى نسبة 95 % ككلية الآداب والعلوم، ودار العلوم، والاقتصاد والعلوم السياسية، والهندسة، وبعض أقسام كلية الطب.
وكما كان معد سلفاً تجمع المئات من الأساتذة في الساعة الواحدة ظهراً أمام المبنى الإداري للجامعة، وافتتح الدكتور "عبد الجليل مصطفى" عضو مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس الوقفة بكلمة أشاد فيها بالإضراب، وأشار إلى أن كل دول العالم المتحضر تقوم بالإضرابات والتظاهرات للمطالبة بحقوقها، وقد حضر الوقفة أعضاء من مجلس إدارة النادي، بالرغم من موقف الدكتور "عادل عبد الجواد" رئيس النادي الذي وصفه البعض بأنه تبنى الموقف الحكومي تماماً!
وفي محاولة من رئيس الجامعة الدكتور "علي عبد الرحمن" للتقليل من حجم الإضراب قام بإرسال بيان للصحف أشار فيه إلى أن الدراسة كانت منتظمة في الجامعة، والمضربين أعداد لا تذكر، ولكن الإعلام هو الذي يصف الأحداث بشكل مبالغ فيه.
موقف الدكتور "رشاد عبد اللطيف" نائب رئيس جامعة حلوان كان مشابهاً لموقف الدكتور "علي عبد الرحمن"، حيث حاول منذ البداية منع الأساتذة من القيام بالإضراب، وبخاصة في كليتي العلوم والآداب اللتين تزعمتا الإضراب في جامعة حلوان لوجود عدد من أعضاء جماعة 9 مارس بهما، وعلى رأسهم الدكتور "محمد شرف"، والدكتور "يحيى القزاز" الذي دار بينه وبين "رشاد عبد اللطيف" و"محمود همام" عميد كلية العلوم بالجامعة حوار شديد السخونة هدد فيه الأخير باتخاذ موقف رسمي ضده، ورد "القزاز" بأن إصبعه ليس تحت ضرس أحد.
وبمجرد وصول الساعة إلى الواحدة تجمع ما يقرب من 50 أستاذاً أمام المبنى الإداري، وحمل المشاركون لافتة تطالب بحقوقهم منها إلغاء القانون رقم 82 لسنة 2000 وفاء لشيوخ الأساتذة فوق السبعين, ومضاعفة الراتب الفعلى الحالي, واعتباره أجراً أساسياً, وتوفير الدعم المالي الحكومي الكافي،وإنشاء جامعات جديدة، وإنشاء صندوق تكميلي للمعاشات، وهذه المحاولات لم تسلم من نائب رئيس الجامعة الدكتور "رشاد" الذي استمر في محاولة إثناء الأساتذة عن الوقوف.
ومن جهة أخرى وفي تصريح للدكتور "سيد شهاب" الأستاذ بكلية الهندسة جامعة حلوان المحسوب على الإخوان قال فيه "إني ممتنع عن المشاركة فى الإضراب والوقفة؛ لأني أحسن النية بقرارات رئيس الوزراء دكتور نظيف"، مضيفاً "أننا ننتظر إلى يوليو لنعرف هل سينفذ ما قاله رئيس الوزراء أم لا".
وفي جامعة عين شمس لم يدخل عدد من الأساتذة إلى المحاضرات، وشارك في الوقفة المخصصة بالجامعة ما يقرب من 70 عضو هيئة تدريس، يحملون شعارات الإضراب الخاص بالأساتذة، ومعلقين اللافتات مكتوباً عليها مطالبهم من الحكومة، ومؤكدين أنه سيعقب هذا الإضراب إجراءات تصاعدية.
وفي جامعة الإسكندرية لم يذهب الكثير من الأساتذة للجامعة فيما شارك في الوقفة التي أعدت بالجامعة أكثر من 500 أستاذ وعضو هيئة تدريس، وفي المقابل أكد رئيس جامعة الإسكندرية الدكتور "حسن ندير" انتظام الدراسة في جميع كليات الجامعة وفقاً للجداول الدراسية المعلنة، حيث اقتنع جميع أعضاء هيئة التدريس بوجهة نظر المسئولين في حل المشكلات المتعلقة بهم، والتي عبروا عنها خلال مؤتمر نوادي أعضاء هيئة التدريس الذي انعقد مؤخراً لتفهم وجهة نظر ومطالب أساتذة الجامعات المصرية.
وفي داخل جامعة الزقازيق شارك ما يقرب من 100 عضو هيئة تدريس في وقفة أمام المبنى الإداري بالجامعة.. أما جامعة المنصورة فأغلقت المدرجات والمعامل ولم تفلح جهود العمداء في إجبار الأساتذة على دخول المحاضرات.. وفي جامعة الفيوم نظّم أكثر من 150 عضو هيئة تدريس مسيرة طافت الجامعة بعد إضراب عدد كبير منهم عن حضور المحاضرات.
جدير بالذكر أن أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر أكدوا عدم مشاركتهم في إضراب الأساتذة.